المدرسة ثنائية اللغة “الجليل” تقع في كيبوتس أشبال في المجلس الإقليمي مسغاف. أقيمت قبل نحو 20 سنة في عام 1998، كمدرسة ثنائية اللغة الجماهيرية الأولى من نوعها في البلاد. يتعلم حاليا في المدرسة 240 تلميذًا عربيًا ويهوديًا من جميع أنحاء الجليل. وتقع المدرسة في قلب بستان فاكهة وفي ساحتها وادٍ. أقيمت مدرسة “الجليل” كمبادرة مشتركة لكل من مسغاف، سخنين وجمعيّة “يدًا بيد”، وبهدف تعزيز قيمة الحياة المشتركة بين السكان العرب والسكان اليهود في الجليل، قولًا وفعلًا.

وكما في جميع أطر التعليم في “يدًا بيد”، يجري التعليم في مدرسة “الجليل” باللغتين العربية والعبرية، عن طريف معلمتين، عربية ويهودية. يتعلم التلاميذ التعرف على ثقافة الآخر، ويتربون على الاعتراف بوجود المختلف بين الثقافات من خلال الالتزام بالبحث عن المشترك بينها. تحتفل المدرسة بالأعياد والمناسبات القومية لكلا الشعبين وللديانات الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلامية) على قاعدة قيم التسامح والاحترام المتبادل.

أحد ركائز العملية البيداغوجية في مدرسة الجليلة هي “التعهدية”. فمنذ السنوات الأولى في المرحلة الابتدائية، يخرج “المتعهدون” معًا لرحلة تعرّف على “الأنا” الخاص بالطفل، ويتسألون ماذا أحب؟ وبماذا أنا جيد؟ وما هي تحدياتي؟ وماذا أريد أن يعرفوا عني؟ وذلك من خلال الإدراك بأن التطور الصحي يتشكل عن طريق اللقاء ذا المغزى، وبناء الثقة والأمان بشخصية بالغ. يتحول المتعهد إلى شخصية هامة ومُعززة ترافق الطفل كي يصل إلى المكمون والأهداف التي وضعها لنفسه. يتم مرافقة “التعهدية” عن طريق المحادثات الشخصية، وبناء برامج شخصية مع أهداف في مجالات متنوعة، حلقات نقاش في مجموعات حميمة، ولقاءات في بيت التلميذ. حيّز الثقة هذا يمنح الطفل حيّزا لطرح الأسئلة، والتساؤلات، والاستيضاح، والنقد، وتقديم الدعم والحصول عليه.

ينمي اللقاء اليومي لدى الأطفال القدرات الفريدة على مراقبة الأمور من وجهات نظر مختلفة وفهم الحالات المعقدة. القدرة على تشخيص وجهات النظر المختلفة والتعامل معها تشكل مهارة حيوية في واقع العولمة الذي نعيشه اليوم. تشكل الحياة في المدرسة ثنائية اللغة دفيئة اختبار للمجتمع المشترك الذي يشمل الاختلاف ويوسع المشترك. في مدرسة “الجليل” نعمل على تطوير بيداغوجيا تقود التلاميذ إلى الحياة الكاملة والمستقلة لتحقيق الذات إلى جانب النزاهة المجتمعية القائم على الثراء الثقافي.